أشياء لا يجب أن يهملها أي مقهى أو مطعم في رمضان
كل عامٍ وأنتم بخير ونسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان ويعيننا فيه على صالح الأعمال والانتفاعِ بهِ لآخرتنا ومرضاته سبحانه وتعالى في كل وقت.
في مقالنا اليوم أحببنا أن نلفت الانتباهَ إلى بعض الأشياء التي تميز شهر رمضان بالنسبةِ للمقاهي والمطاعم وبعض الأشياء التي لابد أن تنتبه إلى مراعاتها كل المطاعم والمقاهي في الدول العربية والإسلامية خاصة.
لأن طبيعةَ هذا الشهر الكريم بالنسبةِ لنا أصبحت مرتبطة بالتجمعاتِ العائلية المباركةِ بإذن الله وبالإضافةِ لذلكَ فإن المساءَ يصبحُ أكثر نشاطًا للمطاعم والمقاهي على مدار الأسبوعِ بل إن أغلب الدول العربيةِ تختار المقاهي والمطاعم فيها أن تغلق أبوابها في نهار رمضان لطبيعةِ كونِ أغلب عملائها لن يطلبوا خدماتهم خلال نهارِ رمضان.
في كل الأحوال إليكم بعض المعلوماتِ التي يجب أن يعرفها كل صاحبِ مقهى ومطعم ويضعها بعين الاعتبارِ قبلَ رمضان:
- لا نشاطَ بالنهار، وضعف النشاطِ في المساء:
هذه السمة النوعية لا داعي للتفصيلِ في سببها، لكن يجب أن نلتفت إلى أن النشاطَ في المساء يكون مضاعفًا عندما نقارنه بالنشاطِ طوال السنة، فالعملاء يتوافدون خلال ساعاتٍ محددةٍ جدا وأغلبهم يكونون في عجلةٍ من أمرهم، لذلك يفيدك أن تجعل عناصر القائمةِ نفسها أكثر قابلية لأن يتم تحضيرها بسرعة وأن يكون فريقك نفسه جاهزًا للطلباتِ المستعجلة.
وانتبه ثم انتبه من خطورةِ أن تعرض خدماتِ توصيل الطعامِ في رمضان دون أن تُحكِمَ السيطرةَ على كل العوامل لتضمن أن يصل الطعامُ والشراب للعميل في وقتِ الإفطارِ أو في وقتِ السحور بحسب طبيعةِ عملك، لأن التجاربَ السلبيةَ للعملاء في رمضان تعلق بالذاكرة ويصعب عليهم نسيانها، تخيل أن تتعطل عن الإفطار بعد جوعٍ بسبب أي مشكلةٍ متعلقةٍ بالتوصيل؟ بالتأكيد ستشعر بالضيق تجاه المكانِ الذي اعتمدت عليه مهما كانت علاقتك به جيدة.
وإن كانت الأمور الطارئة واردةً كتعطل سيارة مندوبِ التوصيل مثلًا، لكن هذا يجعلك لابد أن تستعد للاعتذار من عميلكَ بهيئة لائقة وبتعويضٍ مناسب لا ننصحك أن يكون أقلَّ من دعوةٍ لإفطارٍ مجاني مثلًا ونتمنى لكَ السلامةَ من كل هذا.
- الجمهور من الشباب والمراهقين:
أغلب عملاء المطاعم والمقاهي في شهر رمضان يكونون من الشباب والمراهقين، وهناكَ العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤدي لذلك، لكن يهمك أن تنتبه لهذه المعلومة كصاحبِ مقهى أو مطعم لتبدأ في النظرِ في ما يمكنكَ أن تقدمه لهذه الفئة لتحافظَ عليهم طوال السنة، تذكر أنك في رمضان غالبًا ستستقبل مجموعاتٍ أكثر من استقبالكَ للأفراد، لذلك احرص على أن تجعل كل مجموعةٍ تحظى بتجربةٍ مميزة وفريدة تعلق بذاكرتهم وتجعلهم أكثر ارتباطًا بك.
كما لابد أن ننبه إلى ضرورةِ النظرِ في السماتِ النوعية الرئيسة لجمهوركَ الرئيس، لأنكَ إن لم تكن تستهدف جمهور الشباب والمراهقين، قد يكون خطرًا بالنسبةِ لعلامتكَ أن تفتحَ أبوابك في رمضان لهذه الفئات لأن توافدهم بعد رمضان قد يحدث تغيرًا في أجواء المقهى بشكلٍ عام مما قد يؤدي إلى دفعِ عملائك الفعليين الدائمين للتوقف عن التردد عليك.
- الشهية مفتوحة.. جدا!
من أثر الصيامِ أنه يجعل الصائم مفتوحَ الشهية بحلول موعد الإفطار، فعليكَ أن تلتفت لكل شيءٍ يمكنه أن يجعلكَ تستقطب العملاء مفتوحي الشهية قبلَ الإفطار، فاعمل مثلًا على تشغيلِ شفاطاتٍ أو مراوح تنقل رائحةَ طعامك الزاكي إلى المارة لتحفزهم على تجربةِ منتجاتك، واغتنم فرصةَ الشهية المفتوحة لتقديمِ أصنافٍ جديدة في قائمتك.
والأفضل للعملياتِ داخل المقهى والمطعمِ في رمضان أن تكون عناصر القائمة محدودة وواضحة لكي لا يستغرق العملاء وقتًا في النظرِ والانتقاء من بينِ الأصنافِ المختلفة، ولتتيحَ لنفسكَ العمل على إنتاجِ كل الأصناف المقدمةِ بأفضلِ جودة.
- رمضان.. فرصة لتظهرَ هويتك!
هوية المقهى ليست شيئًا ينعكس من ديكورات المقهى ونوع الموسيقى وطبيعةِ الأكلاتِ التي يقدمها، هي أمرٌ أعمق بكثير، ومن بينِ العواملِ التي تعكس بها هويتك، الطريقةُ التي تظهر بها احتفاءك بالمناسباتِ المختلفة، وكل فعلٍ تمارسه خلال شهر رمضان هو وسيلةٌ ليتعرف عملاءك بشكلٍ أكبر على شخصيتك والأشياء التي تهمك أكثر.
لا نريد أن نضرب الأمثلة هنا لكن نثق أنك فهمت الفكرة.
- الجميع يخترع!
في رمضان يحاول الكثيرون أن يخترعوا ويبتكروا منتجاتٍ جديدة خاصةً في مجالِ المطاعم والمقاهي، وهذا أمر حسن لأن الشهية مفتوحة كما ذكرنا، لكن انتبه من خطورة المبالغة في الاختراع وتجاوز حدود المعقول مثل ما تفعل بعض العلامات التي تحاول مزج مختلفِ أنواعِ المذاقات حتى يصبح المنتج غير مفهوم وغير منطقي وغير جيد كذلك.
ولأن الجميع يخترع، قد تستفيد على الصعيدِ التسويقي إذا قررت ببساطة ألَّا تخترع! فتعودَ إلى الأشياء البسيطة وتعرض تجربةً تقليدية مثلًا نجد فيها اللقيمات والكليجا واللبن والفول، هذا اختراع في حد ذاته لكنه في اتجاهٍ مختلفٍ عن الذي يسلكه الجميع.
رمضان شهرٌ عظيم لكل المسلمين وله قيمةٌ نوعية بالنسبة للسعوديين، وحبهم له ينعكس في تفاؤلهم بحلوله وانتشار روحِ الكرم في كل شارعٍ حول المملكة، ويكون من المفيد أن تنظرَ فيمَ يمكن لعلامتكَ التجارية -أيا كان مجالها- إلى الأشياء التطوعية التي يمكنك أن تساهم بها لتكون جزءً من أجواء الكرمِ المنتشرةِ التي دائمًا يحبها الجمهور ويستقبلها بسعادة.
وكل عامٍ وأنتم بخير.
0 تعليقات
لا توجد تعليقات على هذا المقال. كن أول من يترك رسالة!